الجمعة، 27 مايو 2011

الاستعراض السلمي وتاثيره على (القرار الامريكي) للأنسحاب من العراق



الاستعراض السلمي  وتاثيره على (القرار الامريكي) للأنسحاب من العراق



شهدت الساحة السياسية والاعلامية مؤخرا حراكا واسعا استهل بتقرير انسحاب او بقاء القوات الاميركية في العراق ويبدوا واضحا ان هذا الحراك هو احد الاليات التي تستخدمها السياسة الاميركية في سبيل الابقاء على قواتها لعدة اسباب معروفة ابرزها كما تدعي واشنطن التاثيرات الايرانية على العراق ودول المنطقة ومن الواضح جدا ان القرار الاميركي قد اتخذ بموافقة الجانب العراقي او بعدمه خلافا للاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن والتي تضمنت بنودا سرية وبعضها اختلاف في اللغة والتعبير ادعته حكومة بغداد وروجت له فيما بعد ,وقد اشترطت هذه الاتفاقية خروج القوات الاميركية نهاية 2011 وتجديدها في حال رغبت بغداد في ذلك وبموافقة الجانب الامريكي
ان من ابرز اسباب بقاء تلك القوات هو الثوارت العربية التي شهدتها المنطقة مؤخرا والتي اطاحت بحلفاء أبديين كانت تعتبرهم واشنطن خاضعين لادارتها وقراراتها , وبعد سقوط تلك الحكومات كان حري بواشنطن ان تفكر جديا بالحفاظ على نوع من البقاء على الارض  للسيطرة على مجريات الوضع في الشرق الاوسط ككل واحكام دول المنطقة والحفاظ على امن اسرائيل من الخطر الايراني في حال استطاعت ايران ان تكون علاقات مع دول عربية هامة ذات مقربة من حدود اسرائيل ولها تاثيرها الاستراتيجي عليها  , وقد مهدت لهذا البقاء سابقا في ظل الفراغ السياسي الذي شهدته بغداد مابعد الانتخابات الاخيرة حيث كان الصراع يحتدم بين اشخاص بارزيين وكان دعم واشنطن له التاثير الاقوى على من سيتولى الحكم في بغداد وترؤس مجلس الوزراء لذا كان لابد من تقديم بعض العهود والتطمينات مقابل نيل هذا المنصب وقد تتالت زيارات الوفود الاميركية في حينها للتاثير على الكتل السياسية وكانت ابرزها زيارات نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والذي وقعت عليه الحصة الاكبر من تلك المهام للضغط على الساسة العراقيين المتسابقين لنيل حصة الاسد من المناصب السيادية والوزراية في الدولة , حينها استطاعت واشنطن التمهيد لاتفاقية اخرى تضمن بقائها في العراق لمدة زمنية قد تتغير ايضا لظروف سياسية او امنية مستقبلا مقابل حصول تلك الكتل على مطالبها
 
لذا فأن الاستعراض السلمي كما ادعاه التيار الصدري والذي يعتبر استعراض عسكري بمفهومه العام  من المؤكد انه لن يؤثر على القرار الاميركي المتخذ سابقا والمبارك من جهات سياسية بارزة سريا او علنيا (كما هو الحال عند التحالف الكردستاني) ولكن سيؤثر على المدة الزمنية  لانه لو درسنا الوضع الحالي من خلافات سياسية وتدهور في الوضع الامني قد تكون لواشنطن يد فيه لاظهار صورة مشوشة عن الحقيقة في العراق واعتبار الوضع الامني هش وغير مستتب وان القوات العراقية غير قادرة على ادارة الملف الامني فمن المؤكد ان لأميركا ستكون هنالك يد خفية لتحريك الخلاف بين الكتل السياسية من جهة والتيار الصدري (جيش المهدي) من جهة اخرى في حال سلوك التيار الصدري الطريق العسكري والمقاومة العسكرية لمواجهة القوات الامريكية في العراق , وقد تعتبر التيار الصدري بمثابة حزب الله في لبنان وتضعه في دائرة الشكوك والمخاطر على المصالح الاميركية في العراق والدول المجاورة باعتباره مدعوم من قبل ايران كما تدعي ,  فيما ان الحراك السياسي للتيار الصدري للمطالبة بخروج القوات الامريكية سيواجه باصرار شديد من قبل الكتل السياسية المؤيدة لبقائها .
 من هنا نستنتج ان الاستعراض السلمي للتيار الصدري ارسل رسالة واضحة مفادها ان للتيار الصدري قاعدته العسكرية والشعبية الواسعة والرافضة لبقاء الاحتلال الاميركي وهي مطالب مشروعة ومحترمة من كافة الاطراف حتى تلك التي تفضل مصالحها على مصالح الدولة ولكن هذا الاستعراض لن يؤدي الى تغيير الموقف الاميركي والموقف العراقي المتمثل بالاغلبية السياسية المؤيدة لاتفاقية امنية اخرى مع واشنطن ولن يؤدي سوى الى مزيد من التدهور الامني وسيعطي واشنطن الحق 
في تقرير مصير بقاء قواتها لمدة زمنية اكبر خلافا للاتفاقية الامنية الاولى 

حيدر الموسوي 

هناك تعليقان (2):

  1. تقرير واقعي واعطى حقائق مستقبلية ممكنة الحصول ولكن للتيار الصدري رايه السياسي المحترم ومن حقه ان يعبر عنه شعبيا او عسكريا كون ان المقاومة مشروعة ضد الاحتلال

    ردحذف
  2. غير معرف
    اخي / اختي
    العزيز
    انا لست ضد التيار للعلم انا اول من المؤيدين والمعجبين بالتيار وبانجازاته الوطنية والسياسية وقد اعجبت بشدة بالاستعراض من حيث التنظيم والدقة ولكن لكل جواد كبوة ولكل فعل نتيجة وانا هذا راي البسيط بالنتائج التي ستؤل اليها الاحداث بعد هذا الاستعراض وكلنا نامل الخير للعراق واهله.

    ردحذف